RSS

عندما نؤمن أن الشباب “قوة”!!

23 نوفمبر

_MG_3858IMG_7780_MG_9872عندما أعود بذاكرتي على الكثير من الأمور التي حدثت معنا خلال النهضة المباركة من تغيرات و تطوير في بعض الجوانب ،، فأتذكر عام الشباب في العيد الوطني الثالث و العشرين والذي كان يدعو فيه صاحب الجلالة دعوة صريحة و مباشرة لجميع المسؤولين و للشعب على الاهتمام بالشباب و تمكينهم و اعطاءهم الفرص لإثبات أنفسهم في مجال التعليم و العمل و بناء الوطن، و بالفعل هذا ما حدث في تلك الفترة و تم منح الثقة الكبيرة للشباب في الكثير من الجوانب و المجالات.

و مازلت اذكر جيدا، عندما كانت وزارة الرياضة حاليا بمسمى هيئة الشباب والرياضة سابقا، و التي كانت الجهة المسؤولة مباشرة عن الشباب، و اخرجت الكثير من القيادات عن طريق البرامج التي كانت تقدمها ومنها البرنامج السنوي “معسكرات العمل الوطنية”، وغيرها من البرامج كالمشاركة في المؤتمرات الشبابية و المعسكرات العالمية و الفعاليات الخاصة بالشباب.

و لن انسى، تحديدا في 2009 عندما كنت أبحث عن جهة خاصة بالشباب، دون التشتت بين الجهات المسؤولة عن التعليم او العمل او الرياضة، و حصر مجالات الشباب في مجالات محددة و موجه، و عندما كنت اشارك في ملتقيات شبابية خارجية فيأتي السؤال الاول الموجه لي: ” من اي منظمة او جهة شبابية انتي قادمة ؟ ” فلا توجد لدي اجابة الا جامعة السلطان قابوس التي كنت انتمي اليها في تلك الفترة كطالبة و لم ترسلني الجامعة للحضور و انما بادرت بنفسي للمشاركة، و سألت نفسي: ماذا لو كنت لست طالبة في أي جامعة أو كلية؟ وماذا بعد ان اتخرج من الجامعة؟ هل ستتوقف مشاركاتي؟

نعم، نحن لا نملك كيان مؤسسي واضح و متخصص و حيوي للاهتمام بشؤون أكبر فئة سكانية لدينا في السلطنة و أهمها على الاطلاق، الفئة التي على أكتافها كما نتغنى دائما و ابدا تٌبنى الأمم و تتقدم الحضارات.
هل فعلا لدينا المفهوم الصحيح لمعنى الشباب؟ ربما تكون الاجابة نعم و حاضرة ، ولكن السؤال الأهم: هل نؤمن حقا بذلك المفهوم ؟

ويكبيديا تقول أن الشباب هو ” مصطلح يطلق على مرحلة عمرية هي ذروة ” القوة ” والحيوية والنشاط بين جميع مراحل العمر لدى البشر” . وتختلف المعايير المعينة لموضوع تحديد الفترة العمرية المحددة لسن الشباب بين الدول والمنظمات حيث ان الأمم المتحددة تحدد فئة الشباب من عمر 15 الى 24 سنة، أما البنك الدولي فإنه يحدد فئة الشباب من عمر 15 إلى 25 سنة. في حين أن معجم المنجد في اللغة العربية المعاصرة فإنه يحدد فئة الشباب من فترة البلوغ إلى الثلاثين.

و من خلال آخر الاحصائيات الموجود في موقع المركز الوطني للإحصاء و المعلومات خلال منتصف عام 2013 أن نسبة الشباب من عمر 15 إلى 29 سنة تقريبا 32.65% من نسبة السكان العمانيين في السلطنة، في الوقت ذاته فإن نسبة السكان أقل من 15 سنة تقريبا 34.43%، و مجموع النسبتين هو 67.08% و هو اكثر من نصف سكان السلطنة العمانيين. و هذا مؤشر على أن السلطنة دولة فتية جدا، و إن لم نتدارك من الآن الوضع للاهتمام الحقيقي و الصادق لهذه الفئة منذ البداية، فإننا حتما سنهدر الكثير من الطاقات و ستظهر الكثير من المشكلات الاجتماعية و التعليمية و الاقتصادية بسبب اهمالنا لهذه الطاقة البشرية القوية، و التي بدأت بالظهور فعلا.

ماذا يريد الشباب؟ هذا السؤال الذي يتبادر في كل أحاديثنا و جلساتنا و مؤتمراتنا و ندواتنا، و للأسف فإن الاجابة عليه لا تصدر من الشباب أنفسهم. لذلك فإن تحليل الشباب و اليات استغلال قدراتهم و طاقاتهم دائما تكون عكسية لما يتوقعه أصحاب الشأن.

اليكم فكرة بسيطة عن الشباب من خلال وجودي بينهم في مواقف مختلفة:
1- الشباب في عصرنا الحالي أذكى بكثير من السنوات الماضية، يمتلكون مهارات أكثر بكثير، و يتعلمون أسرع بكثير من السابق أضعاف ما كنا نتعلمه.
2- الشباب الآن لديهم الكثير من الأفكار و الطموحات و المواهب و القدرات التي ما ان يكتشفونها حتى ينطلقون الى تنميتها بطرق تسبق اهتمام الجهات المعنية بكثير.
3- الشباب، يمتلكون مهارات التعليم الذاتي اكثر مما نظن في عصر الانترنت و الانفتاح، فهم يستطيعون البحث و التحليل و حل المشاكل و الابداع و المشاركة و التعبير و تعلم المهارات أسرع منا.
ماذا يحتاج الشباب ؟
1- مصداقيتنا في شعاراتنا ” الشباب قوة المجتمعات و عمادها و أساس تقدم الأمم” و ان يتحول الشعار الى واقع و ثقة و تطبيق حقيقي.
2- برامج تمكين في كل مدرسة و كل جامعة و كل كلية وكل نادي وكل ولاية و كل ملعب، لصناعة قيادات و اكتشاف كنوز المواهب أينما كانت ،و تنميتها التنمية الحقيقية من خلال تشجيعهم و توفير برامج مكثفة و متخصصة و دورات في كل الجوانب داخلية و خارجية، و برامج اخرى مجتمعية تعزز القيم و السلوك.
3- ان تتغير نظرتنا اليهم من مجرد متلقين الى مشاركين و بقوة في القرارات و البرامج الخاصة بهم، فهم الأدرى و الأفضل في تقديم ما يناسبهم من برامج و بالطرق والآليات الحديثة التي يفضلونها و يتقبلونها ويستفيدون منها، والكف عن التوصيات عليهم و الاشراف على تحركاتهم و انطلاقهم وكأنهم قنبلة مؤقتة نخاف منها ان تنفجر بأمور لم نحسب لها حسبان بسبب سوء تحليلنا و علاجنا للمواقف.
4- أن تتغير السياسة من المنع و ايقاف الأفكار و المبادرات، إلى الإحتواء و المشاركة و التماس الصدق و الاخلاص في العمل معهم و النزول اليهم في الميدان و العمل معهم بروح الأبوة الداعمة المشاركة.
5- أن تتغير نظرتنا الى أن الشباب هم من يقودون دفة التقدم و التغيير و التطور، يملكون الروح و الشجاعة والمبادرة و التضحيات من أجل الفكرة و الرسالة و الوطن.
6- أن يكون هناك تنظيم حقيقي لمسار الشباب، رؤية واضحة و شفافة و تفصيلية نحو تنمية الشباب، خطة استراتيجية يعمل عليها الشباب أنفسهم لتمكين الشباب و فتح أبواب الابداع للوصول الى العالمية في كافة المحافل الشبابية الدولية.
7- أن يتم معاملة الشباب في كل مكان و كل موقع بنفس المعاملة دون محاباة فئة على أخرى، و تسليط الضوء لجميع قضاياهم.
8- أن نبدأ فعلا بالاستماع الى الشباب و منحهم الثقة، و تأهيلهم لقيادة دفتهم بأنفسهم بإطار تشريعي واضح كمجلس الشباب العماني و الذي سوف يعمل على انضاج الفكر الشبابي العماني، و منحه مسؤولية نفسه في كافة المجالات.
9- ان لا نصعد على اكتاف نجاحاتهم بعد رفضنا لدعمهم قبل ان يصلوا للنجاح. و أن نبدأ بدعمهم منذ الصفر. أن نغير توجهنا من مجرد مشجعين للناجحين منهم إلى صانعي قدوات و مواهب و قيادات.

ربما طرحت أبسط ما عندي و ما احمله تجاه قضية الشباب التي احملها معي أينما أذهب، و لا يسعني المقال ان اكتب اكثر من أن الطاقة التي دائما تدفعني الى التقدم و الى العطاء هي طاقة الشباب من حولي، و حجم الابهار و الاخلاص في عملهم و عطاءهم لهذا الوطن الغالي، و لنجعل يوم الشباب العماني اكثر من مجرد احتفالات الى انجازات و تقييم و نقطة تحول جذرية.

 
أضف تعليق

Posted by في نوفمبر 23, 2014 بوصة Uncategorized

 

أضف تعليق